الصدق والواقعية هي أقرب شيء الى عقول الناس دون استخفاف او تبسيط او مراوغات بشعارات كذابة.
سبق وقلت أسهل شيء بالعمل السياسي أن تكون معارضاً، قل كلمتك وشعارك وامشي، وأصعب شيء أن تكون صاحب قرار يحمل هموم الناس ومطالبها الوطنية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية والانسانية. وأنا أؤمن بأن الإختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية وسليمة تؤسس لبناء نظام سياسي قائم على التعددية وتداول السلطة بالطرق السلمية عبر صندوق الاقتراع.
وللإسف هناك من يمارس الإنفصام في سلوكه ومواقفه السياسية، بمعنى مواقف في الغرف المغلقة تكاد تصل إلى أكثر من الإعتدال والتطرف في العلن بشعارات كبيرة مزركشة ووقعها طيب على الاذان.
وهناك أسئلة كثيرة مطروحة تحتاج الى إجابات صريحة وواضحة !! من يدّعون أنهم ضد أوسلو وتوابعها، ألا يحملون جواز سفر أوسلو ؟! ويتقاضون رواتب ومستحقات من اموال أوسلو؟! ووظائف ومواقع هي نتاج أوسلو؟! وتشريعي كان على أساس أوسلو؟! وأولادهم موظفين في سلطة أوسلو؟ وميزانياتهم من أموال ومستحقات تأتي من خلال بروتوكولات أوسلو؟! انا لا أحرّم على أحد انتقاد او الهجوم على اتفاقيات أوسلو ولكن يجب أن يترجم ذلك برؤيا واستراتيجية عمل وطنية بديلة أو تطويرية تصل بمشروعنا الى الحرية والاستقلال، وتصوّر وحدوي ينهي حالة الانقسام.
أما أن أعترض مثلاً على استلام مستحقاتنا المالية تحت شعار أنها نتاج اوسلو، فماذا يعني استلام الاموال عبر مطار بن غوريون بتنسيق وموافقة اسرائيلية؟!! لست بصدد التصيّد أو تسجيل المواقف وإنما هي دعوة لإعادة النظر لكل واقعنا برؤيا وتصور وطني موحد ومشترك يصب في خدمة مشروعنا الوطني الكبير في إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة على تراب وطننا الحبيب، وتكون القدس العاصمة الأبدية لها.
عندما توحّد الموقف الفلسطيني سقطت صفقة القرن وسجل شعبنا بصموده وثباته انتصاراً لا يجوز التقليل منه أو الاستخفاف به.
معركتنا مع المحتل طويلة وشاقة ويجب أن نتسلح بأن النصر حليفنا.
عشتم وعاشت فلسطين